sliderتقارير

يوليو القادم.. ومستقبل شمال أفريقيا والساحل الغربي

 

خوسيه مينزيل

هناك ثلاث دول في شمال أفريقيا تواجه انتخابات قريبة في العام الجاري، وهي الجزائر، ليبيا وموريتانيا. بالنسبة للجزائر، فقد كانت سبّاقة في تحديد شهر أبريل كموعد لتنظيم الاستحقاقات قبل أن تجد نفسها مضطرة لإلغائها. أما موريتانيا فقد كانت في انتظار الجزائر لاختيار تاريخ إجراء الانتخابات، بينما أعلنت ليبيا أن اجتماعاً سيُعقد هذا الأسبوع لتحديد تاريخ إجراء الانتخابات الشهر المقبل.

ولأن شهر رمضان من المتوقع أن يبدأ في الخامس من مايو وينتهي في الرابع من يونيو، فإن ذلك يعني استبعاد إجراء أي انتخابات في هذا الشهر، لتكون الأشهر الستة المتبقية من سنة 2019 موعداً لتنظيم تلك الاستحقاقات.
وقد أوفدت الجزائر نائب وزيرها الأول، رمطان لعمامرة، لزيارة كل من إيطاليا، روسيا وألمانيا. وذكرت الجزائر رسمياً أن هذه الجولة الخارجية تأتي لطمأنة شركائها. لكن يرى بعض المحللين أن هدفها هو طلب الدعم من تلك العواصم.

يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه الجزائر معارضة غير مسبوقة داخل البلاد لترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. وفي أثناء ذلك، نشر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي رسالة دعائية موجهة للجزائريين على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف إضعاف الرئيس فيما تبقى من عهدته الحالية التي تنتهي في الـ 28 أبريل الجاري.

وتخشى كل من ليبيا، مالي، النيجر وموريتانيا تداعيات الأزمة الجزائرية التي تدخل أسبوعها الخامس. فعدم الاستقرار في الجزائر يعني ضعف ليبيا وترهّل حدودها الغربية بعبور الجهاديين إليها. ستتأثر النيجر هي الأخرى التي لا تمرّ علاقاتها بالجزائر بأفضل فتراتها بسبب طرد الأخيرة للمهاجرين النيجريين نحو بلادهم، بعد قطع إحدى أهم طرق تموينها من الشمال وهو ما قد يقودها إلى حالة من عدم الاستقرار.

بالنسبة لمالي فالوضع يشابه حال النيجر. فإذا اضطرت الجزائر لنقل قواتها المرابطة على الحدود الجنوبية نحو الشمال، فإن ذلك سيعني كارثة بشمال مالي لأنه سيتيح للإرهابيين التوغل داخل البلاد بعدما تمكنت من وقف تدفقهم من الجزائر. من جهة أخرى، فإن شمال مالي يعيش بفضل السلع التموينية المستوردة من الجزائر، بمعنى أن إطالة الأزمة لا تصب في مصلحة مالي.

وكان قد أعلن المبعوث الدولي لليبيا، غسان سلامة، في هذا الأسبوع عن عقد ندوة في يومي الـ 14 و16 من شهر أبريل المقبل بمدينة غدامس، لمناقشة سبل حلّ الأزمة السياسية. وسيقتصر حضور هذه الندوة على الأطراف الليبية فقط بهدف الاتفاق على موعد للانتخابات قبل نهاية السنة الجارية ودون تأثير خارجي وسط أجواء المصالحة الوطنية.

أما موريتانيا التي كانت تنتظر الانتخابات الجزائرية، فليس من مصلحتها إطلاقاً أن تنتقل عدوى عدم الاستقرار في الدول المجاورة إليها، أي الاحتجاجات الشعبية، خاصةً أن التداعيات المستمرة لسقوط نظام القذافي على منطقتي الساحل والصحراء لا تزال مستمرة إلى الآن.

وإذا كانت الوضعية معقدة بذاتها، فإنها في بوركينافاسو أكثر تعقيداً. فبتاريخ الـ 22 مارس الجاري، تم الإعلان عن تأسيس فرع تنظيم الدولة الإسلامية ببوركينافاسو أُطلق عليه “جنود الخلافة ببوركينافاسو”، في بلد يعج بالتنظيمات الجهادية مثل: أنصار الإسلام والقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. ومع فقدان السيطرة بالشرق الأوسط تتقوى تلك المجموعات ببوركينافاسو ونيجيريا ضاغطةً بذلك من الجنوب والشمال؛ وهو ما يحتم على تنظيم القاعدة أن يتخذ الإجراءات نفسها في منطقة المغرب العربي.

خوسيه كارلوس مينزيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى