هناك على ما يبدو مفاوضات متقدمة بغية توقيع اتفاقية في غاية الخطورة بين بلادنا والاتحاد الأوروبي تسمح بنشر عناصر من الوكالة الأوروبية للحدود وخفر السواحل (فرونتكس) على الأراضي الموريتانية لمكافحة الهجرة غير النظامية.
مهمة وكالة “فرونتكس” في موريتانيا ستكون اول مهمة تنفيذية لهذه الوكالة على أرض بلد ثالث ليست له حدود مع أحد أعضاء الاتحاد الاوروبي، ولا يقع جغرافيا في أوروبا .
الأوروبيون يطالبون بمنح عناصر هذه الوكالة الحصانة المطلقة من المساءلة القانونية، والا يأتمروا بأوامر القيادة ألأمنية الموريتانية، والا يقوموا بأي عمل لا يتفق والقوانين والتشريعات المعمول بها في الاتحاد الأوروبي، وان يحولوا ايضاً دون ان تطال أعمال الفساد على يد المسؤولين الموريتانيين الوسائل والموارد المخصصة للتعاون في هذا المجال.
ويعكس تقرير اطلعت عليه صدر عن البرلمان الأوروبي يوم ١٤ نوفمبر الماضي وتضمن توصيات حول مشروع هذه الاتفاقية مدى ازدراء الاتحاد الأوروبي بنا ونظرته الفوقية الكولونيالية.
قال هذا التقرير عن موريتانيا ما لم يقله مالك عن الخمر، إذ تحدث عن العبودية، وعن انتهاك حقوق المهاجرين والمثليين، وممارسة التعذيب، والترحيل التعسفي، وغياب هيئة وطنية خاصة باللاجئين وعقوبة الإعدام..
وفي المحصلة عندما تنتهي من مطالعة التقرير الصادر عن الهيئة التشريعية الأوروبية فستعتقد ان الأوروبييين لا يبعثون إلى موريتانيا حرس حدودهم بغية مكافحة الهجرة uالسرية التي تؤرّقهم وتستنزف مواردهم وانما لمساعدتها على صون حقوق المهاجرين وتخليصها من أمراضها المتمثلة في العبودية والفساد وانتهاك حقوق النساء والمهاجرين والمثليين..
Ben Tolba
