الأخبارالمغرب والساحل

الداخلة: غض الطرف عن الهجرة السرية يطرح أكثر من علامات استفهام…

الحرية نت – الداخلة: تعيش جهة الداخلة وادي الذهب توترا كبيرا بسبب سرقة القوارب التقليدية التي يرجح استعمالها في مجال الهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات، ومن المحتمل ان تعرف هذه الظاهرة تزايدا في هذه الفترة بالذات.

هذا في الوقت الذي يجد فيه ملاك القوارب صعوبة كبيرة، في تأمين قواربهم من السرقة أمام عجز او تهاون السلطات الامنية المرابطة بقرى الصيد، للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة والفوضوية، في ظل ارتفاع مهول للهجرة السرية، انطلاقا من جميع قرى الصيد المنتشرة بالجهة.

وقد أدى استفحال الهجرة السرية من سواحل الداخلة، باتجاه الجزر الإسبانية، إلى زعزعة استقرار كافة قرى الصيد بجهة الداخلة وادي الذهب، وتسببت هذه الظاهرة في حالة من التذمر والقلق وسط ملاك القوارب التي اضحت اهم وسيلة لتهريب البشر والممنوعات.

والمثير للغرابة أن اللصوص يمرون بكل يسر وسهولة وأمان من نقطة المراقبة، التي من الواجب والمفروض فيها معرفة تحرك أفواج البشر والسيارات وهلم جرا…

هذا وكانت جمعية العدالة والكرامة والمساواة وهي جمعية حقوقية قد وجهت رسالة في الموضوع الى كافة الجهات المعنية، حيث أشارت الرسالة التي حصلت الحرية على نسخة منها ان جائحة كورونا لم تمنع قوارب الموت من الإبحار  نحو الديار الاسبانية، من سواحل جهة الداخلة وادي الذهب، التي انتعشت فيه ظاهرة الهجرة غير الشرعية بشكل مرعب، التي امتدت إلى جميع الأعمار والفئات ومسّت الجنسين، بعدما تجاوزت أحلام الشباب الذي يبحث عن حياة أفضل، لتشمل عائلات بأكملها، في مشاهد لم تعهده جهة الداخلة وادي الذهب، كأنها في حالات الحرب، كما يحدث مع السوريين والليبيين، أو بسبب الفقر مثلما هو الأمر مع الأفارقة.

وذكرت الرسالة بالرغم من الكم الهائل من المعلومات والأخبار التي يتم الاطلاع عليها من طرف وسائل الإعلام الوطنية و الأجنبية عن تفاقم هذه الظاهرة رغم آلاف الموتى و مئات المفقودين لا زال شباب يقامر عليها كحل لمشاكل. الامر الذي يشكل خطرا على حياة الشباب. ولعل صور ضحايا حاولوا سلك “طريق الموت” للوصول إلى “الجنة الأوروبية”، دليل على حجم هذه المأساة. ‘

وقالت الجمعية ان هذا المجال بهذه الجهة أضحت تلتقي فيها شبكات الهجرة السرية والاتجار في البشر والاتجار في المخدرات” بسواحل جهة الداخلة وادي الذهب.

ولم تخفي رسالة الجمعية ان ظاهرة الهجرة السرية وسرقة القوارب استفحلت في الأيام الأخيرة بهده الجهة بصفة مقلقة و خطيرة بسبب التساهل الكبير، ولاسيما أننا أمام حالة منظمة للتهريب وليست عشوائية، يُغضّ الطرف عنها لأسباب عدة لا يسع المجال لذكرها. من بينها التواطؤ المكشوف الذي سهل في انتشار هذا النوع من التجارة الغير مشروعة في البشر مقابل مبالغ مالية واستفادت البعض من هذه العمليات التي تذر الأموال على تجار البشر ومن يغض عنهم الطرف عنها. والدليل هو تجمع المرشحين للهجرة السرية بشكل كبيرة وأمام أعين الجميع بقرى الصيد وداخل الفنادق ومنازل الكراء والشقق المفروشة هذا فضلا عن التحويلات المالية التي تتم يوميا عبر وفا كاش وبلوس كاش، والمؤسسات البنكية من طرف عائلات المرشحين للهجرة السرية وقد قدرت بالمليارات خلال الاشهر الاخيرة وهذا أن كنت تعلم به الجهات المعنية فهذه مصيبة وان لم تكن في علمها فالمصيبة أعظم.

إن ما أصبح يخشاه الجميع أن تتحول مدينة الداخلة – التي كانت أمينة إلى وقت قريب- إلى بؤرة للتهريب بجميع أنواعه وبالتالي تصبح مدينة الداخلة كولومبيا من الدرجة الأولى. 

لذا يجب القضاء أو الحد من هذه الظاهرة التي حصدت الأرواح ونهبت الأموال وتضر بسمعة مدينة الداخلة، مع تتبع مراقبة زعماء الشبكات ووضع حدا لصناعة قوارب الموت التي تتم بالبوادي بين الداخلة وبوجدور.

ومن جهتها استنكرت جمعية ارباب قوارب الصيد التقليدي بشدة ما آلت إليه الأمور من استباحة لممتلكات المهنيين وأرزاق البحارة، بسرقة مصدر عيشهم، دون أن تتدخل الجهات المعنية لاتخاذ التدابير اللازمة لحماية أسطول الصيد التقليدي من السرقة التي تستعمل في مجال الهجرة السرية. وتهريب الممنوعات وربما قد تستعمل في مجال الارهاب، وأكدت الجمعية رفضها التام لحالة التراخي التي تتم بها مواجهة هذه الظاهرة الدخيلة على الجهة وغض الطرف عن الهجرة السرية في ذات الوقت نحمل المسؤولين كامل المسؤولية في عدم حصر هذه الظاهرة وتطويقها وعدم حماية الممتلكات الخاصة، التي أصبحت مستباحة بفعل استفحال ظاهرة الهجرة السرية.

محمد الحبيب هويدي- مراسل وكالة الحرية -المغرب

 

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى